المادة    
المذيع: اتصال هاتفي: الأخ وليد أبو خالد .. السلام عليكم ورحمة الله.
المتصل: وعليكم السلام، السلام عليكم فضيلة الشيخ! أسعد الله مساءكم، فضيلة الشيخ سفر: سمعنا عن التكفير، وفي الحقيقة ما كنا نصدق بوجوده حتى سمعنا ورأينا تفجيرات الرياض، وانكشفت كثير من الأمور المحيرة والغامضة، ولكن بقي سؤال محير، وهو أن ابن لادن؛ لماذا لا يتحدث العلماء بصراحة عن فكره ومنهجه وتوجهه؟ وما رأيك فضيلة الشيخ سفر في منهج ابن لادن وفكره؟
وهل منهجه هذا في مصلحة الدعوة والمسلمين أم لا؟
إن كان صحيحاً فليبينوا وإن كان غير صحيح فليحذروا منه، وأرجو السماع منكم فضيلة الشيخ سفر ؟
المذيع: جزاك الله خيراً، السؤال واضح يا شيخ سمعته جيداً، يعني هذا السائل يقول: فكر التكفير، ويذكر ابن لادن بالاسم، هذا الفكر إذا كان سليماً فلم لا يدعوا العلماء والدعاة إليه، وإذا كان باطلاً لماذا العلماء والدعاة لا يحذرون منه؟
  1. علاقة التكفير بالقتال

    الشيخ: في الحقيقة القضية فيها خلط من عدة جهات، والقضية الأولى هي أنه لا ارتباط بين التكفير وأي عمل يقع، فقد يفعله وهو لا يعتقد تكفير المجتمع، وإنما يعتقد تكفير من استهدفهم، وهذا لا خلاف عندنا أنهم كفار، يمكن أن يقع العنف المذموم شرعاً على يد من لا يعتقد التكفير، القضية الفقهية عندنا واضحة، وهي أن البغاة إذا خرجوا على الإمام العدل بتأويل أو بغير تأويل؛ فهذه المسألة موجودة، أي: لا هو كافر ولا هم كفار، هذا نوع معروف في الفقه الإسلامي لا علاقة له بقضية التكفير.
    المذيع: ما هو هذا النوع؟
    الشيخ: النوع هو قتال البغاة، القتال في الإسلام له عدة صور: منها قتال الردة، ومنها الجهاد وهو قتال الكفار الصرحاء، ومنها قتال البغاة، ومنها قتال الفتنة بين المسلمين على الملك أو على الدنيا، وكلها مفصلة في ديننا، فلا ارتباط بين الغلو في التكفير وبين فعلهم.
    مثلاً: هناك طوائف تعيش بيننا تكفرنا جميعاً من أبي بكر وعمر إلى أن تكفرني وتكفرك، ولكنها قد لا تفعل عنفاً، وقد تفعل فيكون التكفير بعنف، وقد يأتي من يعتقد بأني وأنك مسلمان ويعمل فيكون عنف بلا تكفير، وهذا الخلط الأول.
  2. الحكم المسبق يؤدي إلى الخلط الفظيع

    الخلط الثاني: أننا عندما يقع أي حادث نفترض نحن مسبقاً الفاعل، ثم نبدأ نعلق عليه، ثم في النهاية قد لا تتضح الحقيقة، يعني: أنا قلت في لقاء سابق في الإذاعة لم يثبت حتى الآن جهة واحدة، فعلينا أن نبحث عن الأسباب وأن نتحدث في العموم حتى تتبين لنا القضية، وبعد ذلك بيومين كان كلام ولي العهد حيث قال: ليس لدينا جهة معينة......
    المذيع: لكن البارحة اعتقلوا المسببين لهذا العمل؟
    الشيخ: نحن لا نتكلم عن المسببين وإنما نتكلم عن ابن لادن بالذات، فلذلك نحن نقول: فليكن الفاعل من كان، هذا شيء يجب أن يرفض وينكر.
  3. الخلط في قضية الشعب الأفغاني وقضية ابن لادن

    هناك خلط ثالث أيضاً: هناك من يخلط بين قضية الشعب الأفغاني كقضية شعب سطا عليه واعتدى العدوان الأمريكي، وقتل منه عشرات الألوف، وفعل ما فعل، ودمرهم، وبين وجود فئة قليلة لا تعد إلا بالعشرات تعيش في ذلك الشعب، فالإعلام الغربي أخذ يضخم ويفتعل، أنا شخصياً لا أدري هل يوجد شيء اسمه تنظيم القاعدة أو لا، لا أستطيع أن أثبته، لكن الإعلام الغربي افترض هذا التنظيم وضخمه ليغطي على جريمة العدوان.
    المذيع: يعني أنت تنكر أن هناك تنظيماً اسمه: تنظيم القاعدة؟
    الشيخ: أنا لا أعرف وليس عندي دليل على هذا..
    المذيع: وإذا كنت لا تعرف وثبت بأن هناك تنظيم قاعدة هو سبب التفجيرات والقتل وهذا ... فما هو الحكم؟
    الشيخ: أياً كان سبب هذه التفجيرات أو قتل الإبرياء، أو يستخدم هذا استخداماً غير مشروع فأنا ضده والمسلمون، وأنا أتكلم عن قضية أكبر من ذلك: وهي قضية إغفال قضية الشعب الأفغاني وإهدارها مقابل أن هناك فئة عدوة لي، افتعلته الإدارة الأمريكية بيمينها المتطرف؛ لتضرب هاهنا وهاهنا في أرض الله، ولا أقول فقط: في أرض الإسلام.
    القضية الأفغانية لو كنا صرحاء ودرسناها بوضوح شديد جداً -وهي تحتاج إلى حلقات ولقاءات- فإننا نجد من الشباب الذين يُدعون: الأفغان، من يكفر الشيخ أسامة بن لادن تكفيراً ويعمل ضده، وقد يعملون أعمالاً وهم لا ينتمون إليه، وقد يوجد أيضاً غير ذلك.
    المذيع: لماذا تسميه الشيخ أسامة بن لادن؟
    الشيخ: نحن بطبيعتنا أي طالب علم، وأي أخ لنا في الإسلام، وأي شخصٍ كان له سابقة وفضل نسميه باسمه، ويظل بريئاً حتى تثبت إدانته..
    المذيع: حتى لو قتل وفجر وأهلك المسلمين؟
    الشيخ: لا. لا نتكلم عن أنه قتل فهو يظل بريئاً حتى تثبت إدانته، ومن فجر ومن قتل فله علينا حق الإسلام، فلا نكفره لأنه فجر، هذه يجب أن تُفهم، يعني إذا افترضنا ما قاله الفقهاء: أن فئة باغية خرجت على إمام عدل وفعلت ما فعلت فهم مسلمون لا يقتلون ...
    المذيع: ولكن يا فضيلة الشيخ! ما خرج إلا من منهج التكفير؟
    الشيخ: أنا أبين لك الحكم الشرعي ثم بعد ذلك قد نختلف في الواقع، هؤلاء لا يجهز على جريحهم ولا يُأسرون ولا يتابعون إذا هربوا، هذه أحكام مفصلة في الشريعة، حتى لو ثبت أن هذا إمام عدل وأن هؤلاء بغاة، شريعتنا شريعة العدل والحكمة، ولا نحتاج معها إلى غير ذلك..
    إذا حاربنا الغلو بالغلو فتحنا مشكلة كبيرة جداً، إذا أقررت أن الذي فعل هذا كفر، أو ألزمته بالتكفير فهذا يؤدي إلى ....